تقع جزيرة زنجبار بالقرب من ساحل
تنجانيقا في
المحيط
الهندي، وقد كانت
دولة ذات سيادة أما الآن فهي تتبع
تنزانيا. خضعت زنجبار
للبرتغاليين ابتداءً من عام
1499م ثم
جاء
العمانيون الذين أخرجوهم من الجزيرة فخضعت لهم منذ عام
1698م[8] وحتى عام
1858م عند مجيء السلطان
ماجد
بن سعيد فأعلن استقلال
سلطنة
زنجبار عن
عمان، وقد شجعت
بريطانيا ذلك الاستقلال ففصلت الجزيرة بممتلكاتها المطلة على الساحل الإفريقي عن
سلطنة
عمان بممتلكاتها على الساحل الأسيوي.
[8][9] فأصبحت
مدينة
زنجبار هي العاصمة ومقر الحكم حيث قصر الحكم المطل على ساحل البحر، والذي يتكون
من: بيت الحكم وقصر العجائب وبينهما قصر الحريم، ويُعتبر أول مبنى في شرق إفريقيا
تصل إليه الكهرباء.
[10] وتم بناءه من الخشب المحلي، لذا فهو ليس مصمما
كبناء دفاعي.
[11] والمباني الثلاث متجاورة ومرتبطة
بجسور من الخشب تمر فوق الشوارع الواقعة تحتها.
[12]كان للإنجليز تاريخ طويل من التفاعل مع زنجبار، وقد اعترفت دولتهم
بسيادة الجزيرة
وسلطنتها عام 1886م.
[8][13][14] وذلك لمحاولتهم الإبقاء على
علاقات صداقة مع تلك الدولة وسلطانها.
[8] وكذلك
كان
الألمان أيضاً مهتمين
بشرق أفريقيا، لذا فقد تنافست تلك القوتان للسيطرة على حقوق التجارة ومناطقها في
هذا الجزء من القارة أواخر
القرن
التاسع عشر.
[15] فالسلطان
خليفة
بن سعيد منح حقوقاً في الأراضي
الكينية لبريطانيا والأراضي
التنجانيقية لألمانيا، وتلك العملية أسفرت عن حظر الرق في تلك الأراضي.
[8] وقد أدى ذلك لإغضاب العديد من التجار
المتضررين من زوال تلك التجارة، مما أسفر إلى حدوث بعض الإضطرابات.
[8] علاوة على ذلك، رفضت السلطات
الألمانية رفع علم زنجبار في تنجانيقا، مما أدى إلى حدوث مواجهات مسلحة بين القوات
الألمانية والأهالي.
[16] أودت إحدى تلك المواجهات في
تنجا بتنجانيقا بحياة 20 من
العرب.
[16]وأرسل السلطان خليفة قوات زنجبارية بقيادة الجنرال لويد ماثيوز، وهو
ملازم سابق بالبحرية الملكية، وذلك لإعادة الأمن والهدوء في تنجانيقا.
[17] وربما تكون تلك العملية قد نجحت
بشكل جيد ولكن الشعور العام لكراهية الألمان بين الزنجباريين بات قوياً.
[16] وقد اندلعت اضطرابات أخرى في
باجأمويو، التي تبعد 125 كيلومتراً شمال
دار
السلام، حيث قتل 150 شخصاً من أهالي تلك المدينة على يد القوات الألمانية، وفي
كتوا حيث تم قتل بعض الضباط الألمان وجنودهم.
[17] مما
حدا بخليفة أن يعطي صلاحيات تجارية واسعة إلى شركة الإمبراطورية البريطانية لشرق
أفريقيا (
بالإنجليزية:
Imperial British East Africa Company) التي فرضت بدورها وبمساعدة الألمان حصاراً
بحرياً لوقف استمرار تجارة الرقيق المحلية.
[17] وبعد
وفاة خليفة عام
1890 أتى
السلطان
علي بن
سعيد ليواصل منع تجارة الرقيق ولكنه لم يجبر ملاك العبيد على إعتاق عبيدهم،
وأعلن بأن زنجبار أصبحت محمية بريطانية وعين إنجليزياً ليكون
الوزير
الأول ليقود
الوزارة.
زيادة على ذلك، ضمن الإنجليز
حق النقض عند
تعيين أي سلطان لزنجبار مستقبلاً.
[18]في نفس السنة التي صعد فيها السلطان علي إلى الحكم، تم التوقيع على معاهدة
هليغولاند-زنجبار (
بالإنجليزية:
Heligoland-Zanzibar Treaty) ما بين الألمان والإنجليز، حيث تم بموجبها إعادة
ترسيم الحدود وتوزيع مناطق النفوذ في
شرق
أفريقيا بحيث يتنازل الألمان عن مطالبة الإنجليز بزنجبار مقابل التنازل عن
جزيرة هليغولاند البريطانية لألمانيا.
[19] وقد منحت تلك المعاهدة صلاحيات أكثر للحكومة
البريطانية للهيمنة على زنجبار.
[20][21]وبعد وفاة السلطان علي عام
1893م، تولى السلطان
حمد
بن ثويني حكم زنجبار، فحافظ على العلاقات الطيبة مع الإنجليز ولكن كان هناك
انشقاق بسبب عدم الرضا عن خضوعه لهيمنتهم المتزايدة على البلد، ولقيادتهم للجيش
وإلغاء تجارة الرقيق المربحة.
[18] ولأجل السيطرة على هذه المعارضة،
رخصت السلطة الإنجليزية للسلطان بزيادة قوة حرس القصر الزنجباري إلى 1,000 رجل،
ولكن تلك القوة سرعان ما بدأت بمناوشات مع الشرطة والتي كانت هي أيضاً خاضعة
للإنجليز.
[22][23] وقد اشتكى القاطنون الأوربيون في
مدينة
زنجبار أيضا من تصرفات حرس القصر.
[18][عدل]
25
آب/أغسطس السفينة الحربية البريطانية ثراش (1889).
توفي السلطان حمد فجأة بالساعة 11:40 بالتوقيت المحلي (08:40
ت
ع م) يوم
25 آب/أغسطس من سنة
1896م.
[18] وقام
ابن عمه
خالد
بن برغش ذو الإثنين وعشرين ربيعاً -وهو المتهم الرئيسي بموت السلطان حمد عن
طريق تسميمه- بالاستيلاء على الحكم واحتلال القصر دون أي إذن من الإنجليز، وهو ما
يخالف الاتفاقية الموقعة مع السلطان
علي بن
سعيد.
[18] وبما أن الإنجليز كانوا يفضلون
المرشح البديل وهو حمد بن محمد، وهو أيضاً أكثر ميلاً لهم، فقد قاموا بتحذير خالد
عن طريق القنصل والوسيط الدبلوماسي في زنجبار باسيل كيف والجنرال ماثيوز لكي يفكر
ملياً بالتصرف الذي فعله ويقرر التنازل عن الحكم.
[23][24] وكانت تلك الطريقة قد أثبتت نجاحها قبل ثلاث سنوات عندما طالب خالد بعرش السلطنة
بعد وفاة عمه السلطان علي ولكن القنصل البريطاني العام المدعو رينيل رود أقنعه
بخطورة هذا التصرف.
[25]تجاهل خالد إنذار باسيل كيف وبدأت القوة الموالية له تحشد نفسها في منطقة القصر
وبقيادة آمر حرس القصر المدعو صالح. وما أن انتهى اليوم إلا وتجمعت له قوة تعدادها
التقريبي 2,800 رجل مسلح ببنادق بعضها قديمة وبالية.
[24] وكان
معظم هؤلاء الرجال من المدنيين، ولكن كان من بينهم 700 جندي زنجباري من الذين وقفوا
بجانب السلطان خالد.
[24][26] وتتكون مدفعية السلطان من عدة رشاشات مكسيم وجاتلنغ، ومدفع برونزي يعود إلى
القرن
السابع عشر و
مدفع
ميدان، كانت موجهة ضد السفن البريطانية الموجودة بالميناء.
[24][26][27] وقد
أهدي مدفع الميدان إلى السلطان من
فيلهلم
الثاني إمبراطور ألمانيا،
[24] وقد استولت قوات السلطان على السفن
العسكرية التابعة للبحرية الزنجبارية والمكونة من مركب خشبي يدعى غلاسكو والذي بني
عام
1878 كيخت سلطاني.
[28]بدأ ماثيو وكيف بحشد قواتهما، حيث كان لديهما 900 عسكري زنجباري بقيادة الملازم
أرثر رايكس آمر فوج ويلتشر الذي أُعير للجيش الزنجباري ويحمل رتبة
عميد.
[24] رست السفينتان فيلومل وثراش
بالميناء ونزل منهما 150 من رجال البحرية ومشاة البحرية.
[24] وكان
يقود تلك الوحدات البحرية القبطان أوكالاغان، والذي وصل إلى الساحل في غضون ربع
ساعة بعد الطلب منه بالمجيء للتعامل مع أي أعمال شغب يفتعلها الأهالي.
[24][29] وأنزلت السفينة ثراش وحدة
صغيرة من البحارة بقيادة الملازم واتسن إلى الساحل لحماية القنصلية البريطانية، حيث
كان يوجد بها مواطنون بريطانيون كانوا موجودين في الجزيرة وقد طلب منهم التجمع في
القنصلية لحمايتهم.
[24] وبعد ذلك دخلت السفينة سبارو
الميناء ورست قبالة القصر بجوار ثراش.
[24]كان هناك نوع من القلق المتزايد عند الدبلوماسيين الإنجليز من مصداقية عسكر
رايكس، ولكنهم كانوا قد أثبتوا كفاءتهم ومهاراتهم كقوة عسكرية من خلال التدريبات
والبعثات إلى شرق أفريقيا. وقد كانت هي القوة البرية الوحيدة التي حصل معها تبادل
إطلاق نار مع المدافعين.
[1] وقد زودت تلك القوة بمدفعين رشاشين من
طراز مكسيم وتسعة مدافع، وتمركز جنودها بالقرب من مبنى الجمرك.
[30] حاول
السلطان الحصول على اعتراف القنصل الأمريكي ريتشارد دورسي موهان، ولكن القنصل رد
بأن استلامه للمنصب "لم يأخذ موافقة حكومة جلالة الملكة، لذلك فمن الإستحالة إعطائه
الرد بالموافقة".
[27]واستمر باسيل كيف بإرسال الرسائل إلى السلطان بضرورة انسحابه مع القوات من القصر
والعودة إلى مقره، ولكن السلطان خالد استمر بتجاهله معتبراً أنه سيعلن تنصيبه
كسلطان الساعة 15:00 وبشكل رسمي، وهذا ما اعتبره كيف عملاً من أعمال التمرد، وأوضح
أن الحكومة البريطانية لن تعترف بشرعية سلطنة خالد.
[24] تم
دفن السلطان حمد الساعة 14:30 وبعدها بنصف ساعة أطلقت المدفعية التحية السلطانية من
قصر الحكم معلنة تنصيب السلطان خالد. ولم يبدأ كيف بالقتال إلا بعد الحصول على إذن
من الحكومة، وقد أبرق إلى مكتب الشؤون الخارجية لوزارة اللورد سالزبري في
لندن قائلا: "هل لدينا
التفويض الكامل بعد جميع المحاولات الحلول السلمية التي لا طائل منها، بالسماح
لجنودنا بإطلاق النار على القصر؟".
[31] وقد طلب كيف من جميع القنصليات تنكيس
الأعلام حداداً على وفاة السلطان حمد، وكان علم القصر السلطاني العلم الوحيد الذي
استمر مرفوعاً. وقد أبلغهم كيف أيضاً بعدم اعترافه بشرعية خالد كسلطان.
[32][]