بورصة اللخم تحتضر في حضرموت
الإثنين , 17 مايو 2010 م
دمون نت/ الغد - ياسر لرضي :
عند دخولك إليه تشعر وكأنك في مقبرة لأسماك القرش، فرائحته تزكم الأنوف،
لدرجة تجعلك عاجزاً عن التنفس.. إنه سوق القرين بالريدة وقصيعر، أو بورصة
اللخم في حضرموت، كما يسميه بعض العاملين في السوق التابع لمديريات ساحل
حضرموت والذي يعد الوحيد المخصص لاستيراد وتصدير اللخم. فهو يستقبل ما
يأتيه طازجاً من كافة أنحاء الجمهورية، ومن دول الجوار كالصومال وعمان، ومن
ثم يقوم بتصديره جافاً إلى الأسواق المحلية ودول الجوار.
في سوق القرين، أو بورصة اللخم تشاهد حركة متواصلة، وأينما تنظر ترى
السكاكين تعمل دون توقف، البعض يشق الحوت إلى نصفين ويقطع الزعانف التي
تشترى من قبل أشخاص يقومون بتصديرها إلى الخارج وآخرون يتولون مهمة إضافة
الملح إلى اللخم وتجفيفه، وتتم عملية البيع لأسماك القرش الطازجة في هذا
السوق بطريقة المزاد العلني.
وعند الزاوية الخاصة بتمليح (إضافة الملح) للخم في سوق القرين جلست بجوار
العم محفوظ عوض الغرابي وهو من سكان مدينة قصيعر ويمارس عمله الذي يقتصر
على إضافة الملح إلى اللخم مقابل ريالات زهيدة للحوت الواحد، العم محفوظ
تبسم عندما رآني أنظر إليه بتعجب، وبدأ بالحديث قالاً: هذا هو عملي، إضافة
الملح إلى اللخم بعد شقه من بطنه إلى نصفين، وعن بداية مزاولته لهذا العمل،
يقول بدأت العمل في سوق القرين بعد أن خرجت من دولة الكويت إثر الغزو
العراقي لها عام 1990م، وهنا أقوم بوضع الملح بكميات كبيرة في اللخم وأتركه
في الظل لمدة ثلاثة أيام، ويغسل بعدها في ماء البحر ومن ثم يترك تحت الشمس
لثلاثة أيام أخرى قبل أن يصبح جاهزاً للأكل.
ويتحدث الغرابي عن مصدر هذا النوع من الأسماك ويقول: يأتي من كافة سواحل
الجمهورية إلى هذا السوق كالمهرة وسقطرى والحديدة وأيضاً من عمان والإمارات
والصومال، ويصدر أيضاً إلى كافة محافظات الجمهورية ودول الخليج العربي
والقرن الأفريقي، وعن مواعيد العمل قال: يبدأ العمل في السوق بعد صلاة
الفجر إلى الساعة التاسعة أو العاشرة صباحاً وبحسب الكميات الموجودة في
السوق، أما أنواع اللخم فهي كثيرة ومنها حسب العم محفوظ، سبلي، سويدة،
حلكه، بوحنك، حملق، وأجود أنواعه قاطبة لخم الجند الذي يصدر معظمه إلى
السعودية.
العم محفوظ الغرابي يصف سوق القرين بأكبر بورصة لأسماك اللخم والمطلوبة في
كل حضرموت ساحلها وواديها وكذلك دول الجوار كالسعودية والإمارات، غير أنه
يشكو تراجع الأوضاع في السوق ويقول بتشاؤم، في الأشهر الأخيرة انخفضت
واردات أسماك اللخم إلى السوق بصورة ملفته، أما سبب هذا التراجع فيعود
وفقاً لما قاله عديد من العاملين في السوق إلى تعرض كثير من قوارب الصيادين
أو ما يسمى محلياً بـ(العبري) وهو عبارة عن قارب كبير، للقرصنة من قبل
القراصنة الصوماليين، وخوف الصيادين من الأسطول الدولي الذي يقوم بإطلاق
النار على مراكبهم في المياه الإقليمية والدولية دون التحقق من هويتهم، وهو
ما دفع الصيادين إلى عدم التوغل في المياه البعيدة التي يتواجد فيها اللخم
بكثرة.
المصدر :" صحيفة الغد "